ليس بالخبز وحده يحيا الانسان
فالانسان جسم يتحرك وغذاؤه الطعام والشراب وهو عقل يدرك وغذاؤه العلم والمعرفه وهو يشعر وغذاؤه الحب والولاء
فحينما لا تتحقق هذه الحاجات الاساسيه للانسان يختل توازنه ويتصرف بطريقه قد لا ترضي الطرف الاخر لان الطرف الاخر لا يعاني مما يعانيه قيل لا يعرف الشوق الا من يكابده ولا الصبابه الا من يعانيه
ارى في ومن خلال الربيع العربي وفي زحمة الاحداث ومع تسارع المتغيرات وفي خضم تداعيات النوازل والمستجدات وكثرة الاطروحات والتحليلات وتشويش وحيره عند كثير من اهل الاسلام هل الذي يحدث في الدول الاسلاميه بمصلحة الامه ومقاصد الشريعه العظمى وفي الوقت الذي اصبح فيه الحليم حيران وكيف بالغير الحليم
قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( انما تنصرون بضعفائكم ) وهو ان القوي الذي مكنه الله في الارض اذا نصر الضعف اطعمه اذا كان جائعا وكساه واواه ووفرله عملا وعالجه وهيأ له سبل المعرفه ونصره ان كان مظلوما ومنحه اسباب كرامته ان كان مضطهد عندئذ يكافئ الله القوي مكافأه من جنس عمله فينصره على اعدائه الاقوى منه وبنصرة الضعيف تتماسك وتجتمع وتصبح سدا منيعا
( قيل اعط الانسان رغيف خبز و اشوية كرامه وخذ منه كل شيئ ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم )
لكن لا رغيف خبز ولا كرامه وبدك منهم ان يطيعوكم .
يجب ان تعالج المشكلات من اسبابها لا من نتائجها
النبي كان يعالج المشكلات من اسبابها فقد دخل رجل بستان انصاري واكل من شجره من دون علمه فساقه الي النبي على انه سارق فقال الرسول هل علمته ان كان جاهل وهل اطعمته ان كان جائعا ما اروع هذا الكلام
عمر ابن الخطاب كان اذا اراد انفاذ امر جمع اهله وخاصيته وقال اني قد امرت الناس بكذا ونهيتهم عن كذا والناس كا الطير اذا رواكم وقعتم وقعوا وايم الله لا اوتين بواحد وقع في ما نهيت الناس عنه الا ضاعفت له العقوبه لمكانه مني
فصارت القرابه من عمر مصيبه
وقال عمر لاحد ولاته ان الله قد استخلفنا عن خلقه لنسد جوعهم ونستر عورته ونوفر لهم حرفتهم فاذا وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها ان هذه الايادي خلقت لتعمل فاذا لم تجد في الطاعه عملا التمست في المعصيه اعمالا فاشغلها بالطاعه قبل ان تشغلك بالمعصيه ولا تغلق بابك دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم
لذا يجب على الصحاب القرار والمسؤولين ان يعالجوا المشكلات من من اسبابها لا من نتائجها وان يفتحوا بوابهم وان يسمعوا الناس وا يعطوهم حقوقهم وان يقيموا حدود الله
والحمد لله رب العالمين