عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب
كأن نجوما أومـضت في الغيــاهـب
فأضيق من تسعين رحب السباسب
إذا كان قلب المرء في الأمر حائرا
مصائب تقـفوا مثـلـها في المصائب
وتشغلنـــي عني وعن كل راحتــي
تحــيـط بنفسي من جميع الجــوانب
إذا ما أتـتـنـي أزمـــة مدلــهـــــمة
ألـــوذ به من خوف سوء العــواقب
تطـلبت هل من ناصر أو مســاعـد
هو الواحد المعـطي كثير المواهـب
فـلـسـت أرى الا الذي فـلـــق النوى
ومـنـتجع الغــفـــران من كل هائب
ومعـتصم المكروب في كل غــمرة
ومـنـقـذه من معـضلات النـوائب
مجيــــب دعا المضطر عند دعائـه
لـفـصـل حـقـوق بـيـنـهـم ومـطالب
معيـد الـورى في زجـرة بعد موتهم
سكارى ولا سكـر بهم من مشارب
ففي ذلك اليوم العصيب ترى الورى
فـيا ويح ذي ظلم رهـــين المطالب
حـفــاة عـــراة خاشــعــيـــن لربهـم
وموسى وعيسى عند تلك المتاعب
فيأتوا لنــــــوح والخليـــــــــل وآدم
لتخليصهم من معضلات المصاعب
لــعــلهـمُ أن يـشـفعــوا عـنــد ربهــم
نــــبـي ولـم يـظــفـرهـمُ بالـــمـآرب
فما كان يغني عـنـهـمـوا عـنـد هــذه
2. هناك رسول الله :
ليـشـفـع لتخليص الورى من متاعب
هــناك رســـــول الله يأتي لــــربه
أصاب من الرحمــن أعـلـى الـمراتب
فيرجع مـســرورا بنيـــل طـلابــه
وأشـــــرف بيت من لـؤي بن غــالب
سـلالـة إسماعـيـل والـعـرق نـازع
بـشـــدة بـأس بالـضـحــوك الـمحارب
بـشـارة عيســى والذي عنه عبروا
بـفــظ وفي الأسـواق لـيـس بصـاخـب
ومن أخبروا عنه بأن ليس خـلـقه
بـمــكـــة بـيـتـا فـيـه نـيـل الـرغـائـب
ودعــــــوة إبـراهـيــم عنـد بـنـائــه
جــلـيـل كــــراديــس أزج الـحـواجـب
جـمـيـل المحـيا أبيض الوجه ربعة
فـصيـح لـه الاعـجـام لـيـس بـشـائـب
صبيح مليح أدعـج العـيـن أشـكـل
3.وأحسن خلق الله :
وأنـفـعـهــم للــنــاس عــنــد الــنـوائـب
وأحـسـن خـلـق الله خـلـقا وخـلـقـة
وأبـسـطهــم كــفـا عـلـى كـــل طـالب
وأجــــود خـلـق الله صدرا ونائـلا
إلى الـمجـد ســام للعــظائـم خــاطـب
وأعــظـم حــــر للـمـعـالي نهوضه
إذا احمر بــأس في بـئيـس المواجب
تـرى أشـجع الفرسان لاذ بظهـره
ولـم يـذهـبــــــوا من ديـنـــه بـمـذاهب
وآذه قــوم من سـفـاهـة عـقـلـهـم
وإن كــان قـد قـاسـى أشـــد المتاعب
فـمـا زال يــدعـــو ربـه لـهـــداهـم
كـمـا كــان مـنـه عـنـد جـبـذة جـاذب
وما زال يعـفـو قادرا عن مسيئهـم
عن البسط في الدنيا وعـيش الـمـزارب
وما زال طـول العمر لله معـرضا
يـــكــــون له مـثــــلا ولا بـمـقـارب
بديع كمال في الـمعـالي فلا امـرء
وتـحــريـف أديــــان وطــول مـشاغب
أتانا مـقـيـم الـدين مـن بـعـد فـتـرة
4. ويل قوم :
وفيهم صنـــــــوف من وخـيـم الـمـثـالب
فيا ويل قوم يشركـــون بربهـم
كـتـحـــريـم حـــام واخـتـراع الـسـوائب
وديـنهــــمُ ما يـفـتـرون بـرئـيـهــم
وأفـتــوا بـمـصـنـوع لـحـفـظ الـمـناصب
ويا ويل قوم حرفوا دين ربهـم
فـسـمـاه رب الـخــلــق إطـــــراء خـائـب
ويا ويل قوم من أطرى بوصف
تـكـلــف تـــزويـــق وحـب الـمـلاعــب
ويا ويل قوم قــد أبــار نفوسهم
تجـبـر كـســـرى واصـطـلام الـضرائب
ويا ويل قوم قد أخف عقولــهم
وقــد أوجــبــــــوا مــنـه أشــد الـمـعـائـب
فأدركهـم في ذاك رحمة ربنا
ولـم يـك فـيـمـا قــد بـلــــوه بـكـــاذب
فأرســـل من عـلـيا قـريش نبيــه
ـــــيــهـود ولـم يـقـرأ لـهـم خـــط كـاتب
ومن قبل هذا لم يخالط مـداس ألـــ
5. منهاج الهدى :
ومـــن بـتـعـلـيـم عـلى كــــل راغـــب
فأوضح منهاج الهـدى لمن اهتدى
مـقـام مـخـــوف بين أيـــدي الــمحاسب
وأخبر عن بـدء السـماء لهم وعـن
وعـن حكم تـــروى بحكم الــــتـــجـارب
وعن حكم رب العرش فيما يعينهم
وأصـنـاف بـغـي للـعـقـوبـــة جـــالب
وأبـطـل أصـناف الخـنى وأبادها
بـجـنـة تـنـعــيـــــــم وحــــور كــواعــب
وبشر من أعطى الرسـول قــيـاده
عـقـوبـــة مـيـــزان وعـيـــشـــة قـاطـب
وأوعـــــد مـن يـأبى عـبادة ربـــــه
ومـن خــاب فــلـتـنـدبـه شـــر الـنوادب
فأنجى به من شاء ربـي نجاتـــــه
6. فأشهد :
بــحــق ولا شــيء هــنــاك بــرائــب
فأشهـد أن الله أرســــــل عــــبـــده
وصمصام تـدمـيـر عـلى كـــل نــاكـــب
وقد كـــان نـــورالله فـيـنـا لـمهـتـد
عـلى أن شرب الشرع أصفى الـمـشـارب
وأقــوى دلـيـل عـنـد مـن تـم عـقله
عـلى كـل ما يـأتي بــه مـن مـطـالـب
تـواطـىء عـقـول في سلامة فكره
وتـحـقـيـق حـق في إشــــارة حــاجــب
سـمـاحـة شرع في رزانة شرعة
نـبــــوة تــألــيــف وسـلــطــــان غـــالب
مكـارم أخـــلاق وإتـــمــام نـعـمـة
على بـيـنات فـهـمـهـا مـن غـــــرائب
نصدق ديـــن الـمـصطـفى بقلوبنا
7. براهين :
رواهـا ويـروي كــل شــب وشـائـب
براهـين حق أوضحت صدق قوله
وكـم مـرة أسـقى الـشـراب لـشـارب
ومن ذاك كم أعطى الطعام لجائع
وإن كـان قـد أشـفــى لــوجــبة واجب
وكم من مريض قد شفي من دعائه
حـلـيـبـا ولا تـسـطـاع حـلـبـة حـــالب
ودرت لـه شــاة لـدى أم مـعـبــد
وفـيه حــديث عـن بـراء بن عـازب
وقد ساخ في أرض حصان سراقة
وماحـل رأسـا جـنـس شـيـب الـذوائب
وقد فاح طيبا كـف من مس كـفـه
عـلى ظــهــره والله لـيـس بــــعـازب
وألقى شقي القوم فرث جزورهم
وعـم جـمـيـع الـقـوم شــؤم المداعب
فألـقـوا بـبـدر في قــلـيـب مـخـبـث
ورعـبا الى شـهـر مـسـيـرة سـارب
وأخـبـر أن أعــطـاه مــولاه نصرة
وأعـطى لـــه فـتـح الـتـبـوك ومآرب
فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلا
إلى مـا رأى من مـشـرق ومـغــارب
وأخـبـر عـنـه أن سـيـبـلـغ مـلـكـــه
فـتـوحـا تــواري مـالــهــا من مـناكب
فـأسـبـل رب الأرض بـعـد نـبـيــــه
8. فراق الحب :
وتكلـيم هـــــذا الـنـوع لـيـس بـرائــب
وكلمه الأحجـــار والعجم والحصى
فـإن فـراق الـحـب أدهـى الـمـصــائب
وحـن لــه الــجــذع الــقـديـم تـحزنا
وما هـو في إعـجـازه من عــجـــــائب
وأعـجـب تلك الـبـدر يـنـشـق عـنده
لغـسـل ســــــواد بالـسـويــــــداء لازب
وشــــق لـه جـبـريـل باطـن صدره
فيـا خــيــر مركوب ويـا خــيــر راكب
وأسرى على متن البراق الى السما
خـصـيـم تـمـادى في مــراء المطالب
وراعـت بلـيـغ الآي كــــل مجــادل
بـلاغــــة أقــــوال وأخـبــــار غــائب
بـراعـــة أســلوب وعـجـز معارض
تبين مـا أعـطـى لـه مـن مـنـاقـــــب
وســمـاه رب الـخـلـق أسـمـاء مدحة
مـقـفـى ومـفـضـال يـسـمـى بعاقـب
رؤوف رحـيم أحــمـــد ومحـمـــد
يـقـود بـبـحـر زاخــــــــر من كـتـائـب
إذا مـا أثــــاروا فــتـنـة جاهـلـيـــــة
بجـيـش مـن الأبـطـال غــــر السلاهب
يـقـوم لــدفــع البـأس أســـرع قــومـه
ومـن كـل قـــــرم بالأسـنــة لاعــــب
أشــداء يـــوم البـأس مـن كـل باســـل
نـفـوســهــمُ مـن أمهـــــات نـجائــــب
توارث إقـدامـا ونــبــلا وجــــــــــرأة